محمد البدوي ..الأديب الذي رحل سراً
أنور بن علي العسيري 5/7/1426
10/08/2005
عرفته شاباً متقداً ..قلّ أن ترى مثل همّته في الحق.
يهاتفني فنتحاور في قضايا عميقة الطرح تستشعر من حرارتها مدى أصالة معدنه ، وحرقته على الدين ، والتردّي الأدبي الذي ساقنا إليه المستغربون من أبناء الوطن ..
كم كان وجعه من جراء الحصار الذي تفرضه صحفنا على المواهب الشابة ذات التوجه الإسلامي ، وانكبابها على دعم كثير من الغثاء الحداثي والترويج لمفاهيم التحرر الأخلاقي !
أدهشتني تلك الحوارات مع رجل يعاني المرض ، ويستعد لإجراء عملية خطيرة ، وفي نفس الوقت يمارس العمل الميداني ، ويحلل القضايا التي تعانيها الساحة الثقافية ..
سألته عن صحته فيجيبني باقتضاب ؛ لينطلق مسرعاً نحو هدفه في تفكيك أمراض واقعنا الإسلامي ..
همّة شابة يسوقها الطموحُ لأن تحمل لأمتها طيب الحرف وأصالة الكلمة ..
غاب صوته بعد معاناة المسلم الصابر..
لكن ذاكرة الأدب الإسلامي ، وأدب الطفل خصوصاً ستظل تتذكر هذا الشاب الذي - وإن لم يمهله الزمن لبلورة مشروعه - إلا أنه سيكبر فيه هذا النضج الذي خاطب به عقول الصغار ، لكأنما استشعر دنو الأجل فالتهم خبرة من سبقوه ، وأصّل لنفسه مشروع النجاح ، وزرع في ذاكرة أدبنا الراقي مخزوناً شاباً ناضجاً ينبغي الاحتفاء به ، وليسجّل مشروعنا الأدبي الإسلامي قامة أبي عبد الرحمن ضمن قافلة الكبار الذين كتبوا بمداد حبهم للدين قصة الأصالة في مواجهة تيارات انحراف القلم ودعاة إفساد العقل المسلم ..
باكثير الصغير كما يحب أن يسمّي نفسه ، ومحمد البدوي كما بزغ فجر قلمه صاحب المشروع الفريد في أدبنا الإسلامي خاصة باتجاهه للطفل ..
وداعاً أخي صاحب القلم النظيف لجسدك المؤمن الذي كانت آخر لحظاته في الدنيا آيات القرآن الكريم ..
ولئن رحلت عنا هامة ؛ فهامة إنتاجك الفكري الذي لم يبلغ مداه الإعلامي المستحق نظراً لمحاولات التغييب التي يحاولها مُلاّك الإعلام الفاسد المسيطر على أجواء أمتنا ستبقى شامخة خالدة في التكوين التربوي لأجيالنا الصاعدة نحو تحقيق المشروع الإسلامي الكبير ..
هكذا غادرت مسرح الحرف .. غادرت سراً بينما تنتظر هطولَ زخاتِك قلوبُ وعقولُ القراء ، وعزاؤنا أن نبض حروفك المشتعلة إيماناً عبر ( واسلاماه ، والكوكب الأحمر ، ولوحاتك المسرحية المطبوعة ) ستظل تبعث على الثناء والإعجاب ، وسيظل قراؤك يدعون الله – عز وجل - أن يمنّ عليك برحمته ، وأن يسكنك فسيح جنّاته ، وأن يعوّض الأمة قلماً طموحاً كقلمك يسدّ الثغرة التي تركت ....
ونعدك أن نمضي بأقلامنا لنكمل مشروع آبائنا وإخواننا من أجل تحرير أمتنا من قيود الجهل وعبودية التخلف إلى رحاب الإسلام، إلى قمة الحضارة ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
أنور بن علي العسيري 5/7/1426
10/08/2005
عرفته شاباً متقداً ..قلّ أن ترى مثل همّته في الحق.
يهاتفني فنتحاور في قضايا عميقة الطرح تستشعر من حرارتها مدى أصالة معدنه ، وحرقته على الدين ، والتردّي الأدبي الذي ساقنا إليه المستغربون من أبناء الوطن ..
كم كان وجعه من جراء الحصار الذي تفرضه صحفنا على المواهب الشابة ذات التوجه الإسلامي ، وانكبابها على دعم كثير من الغثاء الحداثي والترويج لمفاهيم التحرر الأخلاقي !
أدهشتني تلك الحوارات مع رجل يعاني المرض ، ويستعد لإجراء عملية خطيرة ، وفي نفس الوقت يمارس العمل الميداني ، ويحلل القضايا التي تعانيها الساحة الثقافية ..
سألته عن صحته فيجيبني باقتضاب ؛ لينطلق مسرعاً نحو هدفه في تفكيك أمراض واقعنا الإسلامي ..
همّة شابة يسوقها الطموحُ لأن تحمل لأمتها طيب الحرف وأصالة الكلمة ..
غاب صوته بعد معاناة المسلم الصابر..
لكن ذاكرة الأدب الإسلامي ، وأدب الطفل خصوصاً ستظل تتذكر هذا الشاب الذي - وإن لم يمهله الزمن لبلورة مشروعه - إلا أنه سيكبر فيه هذا النضج الذي خاطب به عقول الصغار ، لكأنما استشعر دنو الأجل فالتهم خبرة من سبقوه ، وأصّل لنفسه مشروع النجاح ، وزرع في ذاكرة أدبنا الراقي مخزوناً شاباً ناضجاً ينبغي الاحتفاء به ، وليسجّل مشروعنا الأدبي الإسلامي قامة أبي عبد الرحمن ضمن قافلة الكبار الذين كتبوا بمداد حبهم للدين قصة الأصالة في مواجهة تيارات انحراف القلم ودعاة إفساد العقل المسلم ..
باكثير الصغير كما يحب أن يسمّي نفسه ، ومحمد البدوي كما بزغ فجر قلمه صاحب المشروع الفريد في أدبنا الإسلامي خاصة باتجاهه للطفل ..
وداعاً أخي صاحب القلم النظيف لجسدك المؤمن الذي كانت آخر لحظاته في الدنيا آيات القرآن الكريم ..
ولئن رحلت عنا هامة ؛ فهامة إنتاجك الفكري الذي لم يبلغ مداه الإعلامي المستحق نظراً لمحاولات التغييب التي يحاولها مُلاّك الإعلام الفاسد المسيطر على أجواء أمتنا ستبقى شامخة خالدة في التكوين التربوي لأجيالنا الصاعدة نحو تحقيق المشروع الإسلامي الكبير ..
هكذا غادرت مسرح الحرف .. غادرت سراً بينما تنتظر هطولَ زخاتِك قلوبُ وعقولُ القراء ، وعزاؤنا أن نبض حروفك المشتعلة إيماناً عبر ( واسلاماه ، والكوكب الأحمر ، ولوحاتك المسرحية المطبوعة ) ستظل تبعث على الثناء والإعجاب ، وسيظل قراؤك يدعون الله – عز وجل - أن يمنّ عليك برحمته ، وأن يسكنك فسيح جنّاته ، وأن يعوّض الأمة قلماً طموحاً كقلمك يسدّ الثغرة التي تركت ....
ونعدك أن نمضي بأقلامنا لنكمل مشروع آبائنا وإخواننا من أجل تحرير أمتنا من قيود الجهل وعبودية التخلف إلى رحاب الإسلام، إلى قمة الحضارة ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون .